الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ مَنْ جاء بالحسَنَة } جاءنا بها لم يبطلها فى حياته { فله } بها { خَيرٌ منها } عددا وذاتا ووصفا، وأجيز أن يكون خير بمعنى نفع، فلا تكون من للتفضيل بل للبدلية { ومن جاء بالسَّيئة } لم يبطلها بالتوبة فى حياته { فلا يُجْزَى الَّذِين عملُوا السَّيئاتِ } جمعها، وذكر الذين إشارة الى كثرة المسيئين، ولم يقل مثل هذا فى الحسنة لقلة المحسنين، ولأن الحسنة تكثر بما يزاد عليها من تسع فصاعدا الى ما لا يعلمه إلا الله سبحانه، والسيئة لا تتعدى إلا بالأخرى، وأيضا ذكر السيئات ولم يضمر سيئة تقبيحا لهم بتكرير اسنادها إليهم { إلاَّ ما كانُوا يعْملونَ } مثل ما كانوا يعملون، أو نفسه مبالغة، ومقتضى قوله: { من جاء بالسيئة } أن يقال: فلا يجزى الذين جاءوا بالسيئات، لأن الجزاء على العمل قصدا والمجىء غيره.