الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ }

{ فخسَفْنا } مثل ما مر { به وبدَاره الأرض } بمرة، وكانت داره صفائح من ذهب، فهو يتسفل فيها لا يبلغ قعرها الى يوم القيامة، أمر موسى عليه السلام بالزكاة فقال قارون: أمركم بكل ما أراد ففعلتم حتى طلب أموالكم، فقالوا: ما ترى؟ قال: أرى أن تبهته فلانة الفاسقة بالزنى، فجعلوا لها حكمها، وقيل: ألف دينار، وقيل طست من ذهب مملوءة ذهبا، فقال لموسى: اجمع بنى إسرائيل، فجمعهم فى عيد، ووعظهم بالتوحيد وصلة الرحم وغير ذلك، وتحريم الزنى، وأن من زنى وقد أحصن رجم، فقالوا: وان زنيت ترجم؟ قال: نعم، قالوا: زنيت بفلانة، فاستحضروها فأنشدها بالله هل فعلت؟ فقالت: أما إذ أنشدتنى بالله فلا، بل جعلوا لى جعلا على أن أقذفك، فسجد موسى باكيا، فقال الله سبحانه: ما يبكيك؟ مر الأرض تطعك، فرفع رأسه فقال: إن الله عز وجل أرسلنى الى قارون، كما أرسلنى الى فرعون، فمن كان معنا فليعتزل، فبقى معه رجلان، فقال يا أرض خذيهم، فأخذتهم الى العقب، ثم للركب، وهم يستغيثون بموسى والرحم، ثم الى الوسط، ثم الى العنق، ثم غيبتهم، يقول: خذيهم، وهم يتضرعون، فأوحى الله إليه: ما أقساك، لو استغاث بى مرة لأغثته، فقال: يا رب فعلت ذلك غضبا لك، وإنما يقبله لو تاب واستغاث قبل الشروع فى الخسفلا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل } [الأنعام: 158]إلاَّ قوم يونس } [يونس: 98] ويروى أنه خسف بأمواله أيضا لما قيل ذلك ليرثه، والباء للتعدية، أى صيرنا الأرض خاسفة لهم، أى مدخلة لهم فيها.

{ فما كانَ لهُ مِن فئةٍ } جماعة ترد عنه، وهو محذوف اللام بوزن فعة، من فاوت قلبه إذا ميلته، والجماعة يميل بعضها بعضا، أو محذوف العين بوزن فلة من الفىء، وهو الرجوع، لأن بعض الجماعة يرجع الى بعض { ينْصُرونه } بدفع الخسف عنه، نعت فئة { مِنْ دُون الله وما كان مِن المنْتَصِرين } بأنفسهم، وإن قلنا بالفئة فتأكيد.