الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }

{ وابْتَغ فيما آتاك الله } من الأموال { الدار الآخرة } أى ليكن معظم همتك فيها صرفها للآخرة بالصدقة، وفى بمعنى الباء متعلق باتبع، أو ظرفية متعلقة بحال محذوفة، أى وابتغ متصرفا فيها { ولا تَنْس } لا تترك { نَصِيبَك } حظك { مِن الدُّنيا } بأن تأخذ ما يكفيك لباساً وأكلا وشربا، ومسكنا ومرطبا ونحو ذلك بلا سرف، ولا تترك الكل فتبقى محتاجا وعظوه بما له وما عليه، ولو بعد عن ذلك، وإن فسر بالعمل للآخرة من ذلك المال كان تقريرا لما قبل لا إن فسر بما ذكرت أو بالعمل بالبدن، ومن عرف أنه سيموت اعتبر قول شاعر:
نصيبك مما تجمع الدهر كله   رداءان تلوى فيهما وحنوط
{ وأحْسِن } الى عباد الله بالإنفاق، وهو تقرير لما قبل، أو بطلاقة الوجه والاتضاع، وعدم الترفع أو بالشكر { كَما أحْسنَ الله إليكَ } إحسانا كاحسانا الله إليك، بصحة البدن والجمال، وكثرة المال أو لأجل إحسان الله إليك { ولا تَبْغ الفَسَاد فى الأرض } بالظلم والتكبُّر { إنَّ الله لا يحب المُفسِدين } كل ذلك من كلام قوم موسى المؤمنين.