الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }

{ إنَّك لا تَهْدى } الى التوحيد هداية إبلاغ لا قدرة لك، والمقام لهذا، وليس المراد أنك لا تهدى الى الوفاء بدين الله { مَنْ أحْبَبْت } من أحببته لقرابة ونفع، أو لاحدهما للطبع، أو من أحببت هدايته، ولكن تهدى هدى بيان وإرشاد للناس اتبعوك أو عصوك { ولكنَّ اللهَ يَهْدى } الى التوحيد أو إليه والى العمل بمقتضاه { مَنْ يشاء } هدايته لذلك { وهُو أعْلم } عالم، وأما غيره فلا يعلم إلا بإعلام الله عز وجل { بالمُهْتدين } بمن تأهل للاهتداء، أو بمن استعد له، والآية إما تسلية له صلى الله عليه وسلم على جزنه لتكذيب قومه إياه، أو عتاب على مبالغته فى أن يؤثر فى قومه كقوله تعالى: " لعلك باخع نفسك " أو تسلية وعتاب معاً.

روى مسلم والترمذى وغيرهما، عن أبى هريرة: لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه النبى صلى الله عليه وسلم فقال: " يا عماه قل لا إله إلاَّ الله أشهد لك بها يوم القيامة عند الله " فقال: لولا أن تعيرنى قريش يقولون ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت بها عينك، فأنزل الله تعالى: { إنك لا تهدى من أحببت } ومثله للبخارى ومسلم، عن سعيد ابن المسيب، عن أبيه، وكذا روى عن ابن عباس، وقد اختلف فى إسلامه، وإنما اقتصر على لا إله إلا الله، ولم يذكر محمد رسول الله، لأنه يأمرهم بلا إله إلا الله، على أنه أرسله الله به، فاذا قالها على ذلك فقد أقر برسالته وقد اختلفوا فيمن اعتقد ولم يقرأ هو مؤمن عند الله.