الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ }

{ وحرَّمنا } منعنا أى قضينا أن لا يشرب لبن امرأة بعد أمه { عليه } أى عنه { المَراضع } جمع مرضع بضم الميم وكسر الضاد، وهى المرأة التى ترضع ولدا كحائض وطامث وطاهر من حيض او نفاس، وطالق ونحو ذلك مما يختص بالنساء، فلا يحتاج إلى تاء، وذلك لشهرته كاف عن التأويل بشخص مرضع، أو جمع مرضع بضم الميم وفتح الضاد، اى إرضاع، أو بفتح الميم، اى رضاع ويبعد أنه جمع مرضع بالضم أو الفتح بمعنى موضع الارضاع، أو موضع الرضاع، وهو الثدى والجمع قيل التعدد مرات الرضاع { مِنْ قَبْل } أى قبل أو إبصارها، أو أخذ فرعون، او من أول أمره بعد إرضاع أمه بمعنى لم يجع ولا يجوع من حيث فارق أمه.

{ فقالت } أى فدخلت عليهم، ورأتهم يلمسون من يكفله، فقالت: { هل أدلُّكم } على أهْل بيتٍ يكْفلونَه يقُومونَ به { لَكم } لنفعكم، أو لأجلكم، لم تقل: هل أدلكم على امرأة تكفله، إشارة الى أهل شرف فيهم امرأة تقوم به، كما هو شأن الملوك { وهُمْ له ناصحون } لا يقصرون فى حقه، قال هامان: ما قالت هذا إلا لأنها من أهله أو تعرفهم فخذوها لتخبركم بحاله، فقالت: إنما أردت ناصحون فيه لأجل الملك، ولحب الاتصال به، أو قالت أردت أنهم ناصحون للملك، برد الهاء للملك لا لموسى، وجاز لها ذلك لضرورة لقيةٍ وفى قلبها فاصحون لموسى لذاته، لا لأجل الملك فيه، ولا للملك بذاته، وقيل: قالت: ترضعه أمى وقد ولدت أخاه هارون فى العام الذى لا ذبح فيه، وكان يذبح عاما ويترك عاما فصدقوها، ومضت به الى أمه، وفى جميع اللغات أوجه العربية بالترجمة، أو تكلمت بالعربية تبعا لهم، إذ كانوا من العمالقة، وهم يتكلمون بالعربية.