الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ أم يَروْا أنَّا جَعَلنا اللَّيل } خلقناه فله مفعول به واحد، وقوله: { ليسكنوا } متعلق بجعل، أو متعد لاثنين أى مقرا للسكنى، فليسكنوا نعتا لمقر، ولا يضره عود هاء { فيه } للقمر أو لليل، لأن الليل والمفر واحد، أو يقدر جعلنا الليل مظلما ليسكنوا فيه، كما دل عليه ضده فى مقابله، وهو مبصراً فى قوله عز وجل: { والنَّهار مُبصراً } على طريق الاحتباك، أى مبصراً للتحرك { إنَّ فى ذلك } الجعل البعيد علواً فى درجة الفضل { لآياتٍ } عظيمة كثيرة على البعث { لقومٍ يؤمنونَ } خصوا بالذكر مدحاً لهم ونصرة، ولأنهم المنتفعون وغيرهم، وكأنهم لم تنزل عليهم فى عدم الانتفاع، ووجه الدلالة أن إبدال الظلمة بالنور على الوجه المخصوص المستمر، بأن جعل الشمس دائرة جارية لمصالحهم، لا تمكث لحظة، شبيه بإبدال الموت بالحياة، ولا قادر على ذلك غيره، وكذلك النوم فى الليل كالموت، والانتباه كالحياة بعده، تكررت عليهم الآيات القرآنية، والمعجزات والأخبار م أهل الكتاب، يخبرون بألوف لخرجوا من ديارهم، والذى مر على قرية.