الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ حتَّى } حرف غاية، وهى للابتداء { إذا جاءوا } موضع العتاب { قال } الله عز وجل سائلا لهم سؤال توبيخ، ولا يخفى عنه شىء { أكذبتم بآياتى } بآياتى مطلقا، ودخلت آيات البعث بالأولى، والمراد بأيات البعث أو المعجزات { ولَمْ تحيطُوا بها عِلماً } تمييز عن الفاعل أى ولم يحط علمكم بتمييزها، ولا يجوز العطف لأنهم لا يوبخون على عدم الاحاطة بها، إذ لا يقدر أحد على الاحاطة بها إلا أن أراد بالاحاطة القدر الذى يطيقونه، وكلفوا به، والواو للحال، فيجوز العطف أى كذبتم ولم تتدبروا { أمّاذا كُنتم تعْمَلون } لم يقل يقولون، لأن منتهى القول العمل، ويستلزمه وكأنه لم يعملوا إلا التكذيب، مع ان تعملون بلفظه صادق بالتكذيب، على أن أم منقطعة بمعنى بل، لا على أنها متصلة، ويجوز على الاتصال والانفصال أن يكون المعنى: ما كان لكم عمل فى الدنيا إلا الكفر والتكذيب بآيات الله تعالى، أماذا كنتم تعملون، وماذا مفعول تعمل، أو ما مبتدأ أخبره ذا، وما بعده صلته، أى وما الذى تعملونه، ولا يجوز أن يكون ماذا مبتدأ خبره تعملون على حذف الرابط، إذ لا يجوز أو لا يحسن زيد ضربت برفع زيد، وتقدير الهاء.