الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }

{ قُل } يا محمد لقومك { سِيرُوا فى الأرض } أنشئوا السير فى أرض الأوائل التى فيها أثر هلاكهم لتكذيبهم لنزوه إن لم تكتفوا بالاخبار، أو سيروا فى الأرض لمصالحكم، واعتبروا الأثر { فانظُروا كيف كان عاقبة المُجرمين } من الهلاك لاجرامهم، والاجرام أعم من التكذيب فالنهى عنه أرشد، ولذلك قال: { المجرمين } مع ان الأنسب لما قبله أن يقال: المكذبين، أوأ ذكر المجرمين لأن تكذيبهم بالبعث يجلب كل ذنب، إذ لم يثبتوا عقاب الآخرة { ولا تحزن عليهم } لا يهمك أمرهم ولا يأخذك الحزن عليهم لأنهم لم يستجيبوا دعوتك { ولاتَكُ } يا محمد { فى ضيقٍ } حرج صدور، وهو مصدر، وأجيز أن يكون صفا مخففا من ضيق بشد الياء، كما قرئ به كميت وميت، وفيه أنه يوجب أن يكون نعتاً لمحذوف، أى أمر ضيق، وهو خلاف المتبادر، وان ضيقا لم يشهر استعماله نعتاً، فضلا عن أن يحذف منعوته، كما شهر امر سهل وسهل وصعب، وأمر صعب، وأمر وخفى وخفى وظاهر وأمر ظاهر حتى كانه تغلبت عليه الاسمية، وهذا كلام صحيح لا عبث فيه، اللهم إلا أن يراعى جانب قراءة الشد لكنها ضعيفة { ممَّا يمْكُرون } أى من مكرهم، فان الله يعصمك ودينك هو القائم.