الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }

{ أئنَّكم لَتأتُون الرِّجال } إنكار آخر مؤكد بإن واللام، كأنه قيل لا عاقل يرضى ذلك، وفى ذكر ذلك بلفظ الرجولية مزيد تقبيح لأنهم مكلفون، والمراد آدميون، بخلاف لفظ الذكورة، فانها تشمل الطفولة وغير الآدميين، وحكم الجنى حكم الإنسى، وزاد تقبيحاً بتعليق إتيانهم ذلك بالاشتهاء فى قوله: { شَهْوة من دُون النِّساءِ } أخطأوا فى اشتهاء ذلك، وإنما الذى يشتهين إتيان النساء فى اقبالهن، ومن العجيب إجازتهم كل ما يجوز فى الجملة بلا داع ولا دليل، مع مخالفته للأصل، وهو خطأ مثل أن يقال: شهوة حال على حذف مضاف، أى ذوى شهوة، أو على التأويل بالوصف، أى شاهين أو بأنهم نفس الشهوة مبالغة، وربما فعلت ذلك قبل تنبهى.

{ بل أنتُم قومٌ تَجهلُونَ } تفعلون مثل ما يقبح فعل من جهل بقبحه، أو تجهلون العاقبة، أو تسفهون كما قال:
ألا يجهلن أحد علينا   فنجهل فوق جهل الجاهلينا
والإضراب انتقالى، وذكر قوم تمهيد لما بعد كقوله: زيد رجل أخو عمرو، فليس مراداً بالذات، وتجهلون خبر ثان، والخطاب موافق لأنتم فلا التفات، وإن جعلنا تجهلون نعت قوم ففيه التفات من غيبة قوم، إذ هو اسم ظاهر من قبيل الغيبة الى الخطاب بالتاء.