الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }

{ إنِّى وجدتُ امرأةً تمْلكُهم } تملك سبأ، وهم قوم أو أهل سبأ تتصرف فيهم تصرف المالك للمال فى ماله بلقيس بكسر الباء معرب بلقيس بفتحها بنت شراحيل بن مالك بن ريان، من نسل يعرب بن قحطان، أو تسل تبع، وقيل اسمها ليلى فان يصح فلعل بالقيس لقب، وقيل أبوها السرح بن الهداهد ملك اليمن، من أربعين أبا كلهم ملوك هو آخرهم، ولا ولد له غيرها، فغلبت على الملك بعده، وقيل: عصاها قوم وملكوا رجلا أساء السيرة، ويفجر بنساء رعيته، ولم يقدروا على قتله، فدعته للزواج مكراً به، فأجاب وسقته الخمر ليلة جلبت، فسكر فجزت رأسه، وذهبت الى منزلها، فأحضرت وزراءه فأرتهم رأسه وقالت: ملكوا غيره، فقالوا: لا نملك سواك، وجاء الحديث بأن أحد أبوى بلقيس جنى.

ويقال: كان أبوها ملك اليمن ويقول لملوك الأطراف: لا كفؤ لى منكم، أتزوج منه، وكان كثير الصيد، وكان يصيد الظباء فيتبين له أنها جن، فيطلقها، وظهر له ملك الجن، وشكر له فعله، واتخذه صديقاً، وزوج له بنته، وهى ريحانة بنت السكن، فولدت له بلقيس، وقيل رأى حية سوداء تغلبت على بيضاء، فقتلها وحمل البيضاء، وصب عليها الماء، وأطلقها ورجع الى داره، وقعد منفرداً، فاذا شاب جميل فخاف فقال: لا تخف أنا الحية البيضاء، وأما السوداء فعبد طغى قتل عدة منَّا فعرض عليه المال، قال: لا حاجة لى فيه ولكن زوجنى بنتك ان كانت لك بنت، ففعل فولدت له بلقيس.

{ وأوتيتْ مِن كُلِّ شىءٍ } المراد الكثرة لا حقيقة الكلية، أو المراد من كل شىء يحتاج إليه الملوك { ولَها عَرْشٌ } سرير { عَظيمٌ } من ذهب، قوائمه من جوهر ولؤلؤ مرصع بالزبرجد الأخضر، والياقوت الأحمر، طوله ثمانون ذراعاً، وكذا عرضه على الأرض وارتفاعه ثمانون عليه سبعة أبيات بأبواب مقفلة، وليس لسليمان مثلة ا، ولو كان ملكه أضعاف ملكها، يروى أن تحت يدها أربعمائة ملك، مع كل ملك كورة، وأربعة آلاف مقاتل ولها ثلاثمائة وزير يدبرون ملكها، ولها اثنا عشر ألف قائد، مع كل قائد اثنا عشر ألف مقاتل، أخبر هدهد أرض بلقيس بذلك هدهد سليمان وقال له: هل أنت منطلق معى لترى ذلك، وترى بلقيس؟

وقيل: لها مائة مائة ملك مع كل ملك مائة الف مقاتل، وعن ابن عباس: أهل مشروتها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، تحت كل رجل عشرة آلاف، وحضروا كلهم فى شأن كتاب الهدهد.