الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ }

اجعل لى ذكر طاعة اذكر بها فى الأمم الآتية بعد أمتى هذه، فكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه، وسمى الذكر باللسان، لأنه يكون به، وسمى الطاعة صدقا لأنها حق، المعصية كذب بمعنى باطلة، وليس ذلك لحب السمعة والرياء، بل أراد التقرب الى الله بعمله وعلمه، إلا أنه يلزم عليهما الذكر الحسن فى الآخرين، وليس مقصوداً بالذات، فعبر بالازم، أو أراد ظاهره بلا سمعة ورياء، بل بأن يقتدى به، فيكون له ثواب الاقتداء به، ويجوز أن يريد بصدق الصدق فى الثناء عليه، بأن يكون عند الله كما عند الناس فى القبول، فله ثواب الاقتداء، وأن يريد بلسان صدق الخصال الحميدة فيقتدى به، فيكون له أجر الاقتداء، ويجوز أن يريد بالآخرين هذه الأمة مع نبيها صلى الله عليهما وسلم، بأن يذكر فيهم، أو أراد أَلسنة ذاكرة له فيهم، أو اللسان مجاز عن أصحابها، لأنه جزء الانسان، أو اللسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقدر ذا لسان صدق، أو ذوى لسان صدق.