الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ }

{ إنَّ فى ذلك } المذكور من القصة، وإشارة البعد للتعظيم لها، قيل أو لبعد مبدئها، وفيه أن بعد المبدأ لا يثبت البعد لغيره، اللهم إلا على طرق التغليب، والمراد انقلاب العصا ثعباناً، وبلع الحبال والعصا واليد البيضاء، وانفلاق البحر { لآيةً } دلالة عظيمة تدعو الى الايمان، قيل أو فى مجموع تلك القصة آية عظيمة، هى الثلاث المذكورة، سميت بواحدة لاتحاد المدلول، وهو تفسير ضعيف { وما كان أكْثرهُم مُؤمنينَ } أكثر قوم فرعون، آمن قليل منهم كحزقيل وآسية، وقليل من القبط على أنه ليس السحرة كلهم من القبط، وكلهم آمنوا لكن البعض قبط، والبعض غير قبط، وهو الأكثر، ومن قوم فرعون المرأة التى دلت موسى على عظام يوسف، فيحملها معه الى الشام، أو الهاء للناس بعد الاغراق، فان المؤمن المحقق من بنى إسرائيل غير كثير، ألا ترى كيف عبدوا العجل وقالوا:اجعل لنا إلٰهاً } [الأعراف: 138] وقالوا:فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } [المائدة: 24] وسألوا بقرة يعبدونها، فقد تفسر الآية بالانجاء والاغراق، لم يوقنوا الايمان بعد ما شاهدوهما، وكذا من سمع بهما من بنى اسرائيل ممن لم يحضر، أو من غيرهم، ويجوز رجوع الهاء الى قوم نبينا صلى الله عليه وسلم.