الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }

{ إنْ نَشَأ } إنزال مضطر لهم على الايمان، قاهر لهم، بحيث لا ينفعهم إيمانهم، أو إن نشأ إيمانهم، والأول أولى، لأن الأصل أن يقدر مفعول المشيئة بعد الشرط من جنس الجواب { نُنزِّل عليْهم مِن السَّماء آية } ملجئة لهم الى الايمان كنتق الجبل أن لم يؤمنوا، اوقع عليهم، { فظلت أعناقهم لَهَا خاضعين } أعناقهم أشرافهم وعظماؤهم، كما يقال لهم رءوس وصدور، فأولى غيرهم، وقيل: جماعتهم على أن العنق يطلق على الجماعة مطلقا، وقيل: إن كانت معظمة، أو الأعناق على ظاهره لكن أخبر عنه بجمع السالم، كأنها ذكور عاقلون، اكتسابا للتذكير والعقل من المضاف اليه، كما يكتسب المضاف التذكير من المضاف اليه، أو لتأنيث، أو الأصل ظلوا خاضعين فأقحم لفظ أعناق بين ظل، والواو كاللفظ الزائد وليس بزائد، وذلك بيان محل الخضوع وهو العنق، لأنه يظهر بالعنق وأجاز بعضهم زيادة الأسماء، وبعد الاقحام روعى ما يناسب لفظ الأعماق، وهو تاء التأنيث، والاتيان بضمير الجر مكان الواو.

وروعى ما قبل الاقحام فى خاضعين، وحكمة ذلك أن الخضوع يتبين حسا فى ميل الأعناق، ويبعد ان يجعل خاضعين حالا من الهاء، لأن المضاف هنا جزء المضاف اليه فيقدر لظلت خبر أى خاضعة، فيقدر لظلت خبر أى خاضعة، وعطف ظلت وهو ماض على ننزل وهو مضارع، لأنه كأنه جواب، إذ عطف على الجواب، والجواب للاستقبال، ولو كان ماضيا ولا يحتاج مع هذا أن تقول: هو مستقبل بالتأويل، وعلى كل حال عدل عن تظل إيذانا بحصول الوقوع تقديراً، أو عدل عن نزلنا الى ننزل ليكون التنزيل كالحاضر المشاهد.