الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }

{ فجُمعَ السَّحرة } أى للعهد فقط لا للعهد والاستغراق، لأن الاستغراق فى العهد المستفاد من لفظ أل، فاذا كان المعهود مستغرقاً فأل لذلك العهد المستغرق، واذا كان غير مستغرق فأل للعهد الذى هو غير استغراقى { لميقات يَومٍ مَعْلومٍ } لما كان آلة لتوقيت من ساعات يوم معلوم، وهو وقت الضحا من يوم الزينة، ويطلق الميقات على ما وقع به التحديد من المكان، كمواقيت الاحرام والزمان، مقارنة متجدد موهوم لمتجدد معلوم، إزالة للابهام بالموحدة من الأول، لمقارنته للثانى، كما تقول آتيك طلوع الشمس، فالمعلوم ما ليس لا بد منه، بل يقع غيره أيضا، معنى تجدد حدوثه كالاتيان فى آيتك، أو أتيتك طلوع الشمس.

ويجوز أن لا يأتى، ويجوز أقوم وأقعد وغير ذلك، وذلك هو الأول والمتجدد المعلوم بمعنى أنه لا بد منه كطلوع الشمس، فانه لا بد منه، وهذا هو الثانى ومقارنة الأول للثانى لأجل ابهامه، إذ لا يدرى السامع وقت المجىء حتى يقال طلوع الشمس، فقولك آتيك مثلا مبهم الزمان يقتضى زمانا ما، وبينه بقوله طلوع الشمس، وإزالة مفعول من أجله لمقارنة كذا قالوا، ولا يعرفون أن يقولوا لأن المعلق بالازالة نفس الاخبار بالمقارنة، لا نفس المقارنة، فانه لم يقارن ليزول، بل أخبر بالمقارنة ليزول، وهاء له للأول، ومن الأول صفة للابهام، ولو كان معرفة، لأنه للجنس، أو حال ومقارنة متعلق بازالة علة له كذا قالوا، وليس كذلك، فان الازالة حصلت بنفس الاخبار بالمقارنة، لا بنفس المقارنة.

وإن شئت فقل إيهامه بالمثناة التحتية لأن آتيك يوهم زمانا ما، وهذا الايهام زائل بالتبيين، وفيه أقوال ولكن أردت بيان هذا التعريف لمعوتبه، وحاصلة اطلاق الزمان على مقارنة فعل لآخر، ولا يحسن والأولى أن يقال: الزمان ظرف سيال للأشياء، مقابل للظرف القار غير السيال، وهو المكان.