{ فألْقى عَصاهُ } من يده { فإذا هى ثُعْبان مُبين } ظاهر متحقق، لا متخيل، واللفظ من ثعب الماء بمعنى جرى جريا متسعا، وهو يجرى على بطنه بسرعة، كأنه ماء سائل انقلب ثعبانا بقدرة الله تعالى لا كما زعم بعض أن الله عز وجل يفنيها، ويخلق الثعبان بدلها، وهو باطل خلاف الآية، وبعد ما كانت ثعبانا رجعت عصا، وفرعون يرى، وقال: هل غير هذا فأخرج يده كما قال الله عز وجل: { ونَزَع يَدهُ } من جيبه بعدما أدخلها، وهو مخرج الرأس والعنق من الجبة أو القميص، وكانت تحت بطنه { فإذا هِىَ بيْضاءُ للنَّاظرين } كالشمس بشعاع يغشى العيون، ويسد الأفق، روى أنه لما رأى الآية الأولى قال: فهل غيرها، فأراه يده اليمنى على حالها، فأدخلها فأخرجها بيضاء.