الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ }

{ فَعَقروها } قتلوها، قتلها قدار بن سالف، وكان نساجاً ألجأها مسطح الى مضيق فى شعب، فرماها بسهم، فأصاب رجلها فسقطت، فضربها قدار، وأسند العقر اليهم لرضاهم به أو بامرهم، وإعانتهم، ويقال: ما عقرها حتى أخذ الإذن من جميعهم واحداً واحداً، حتى الصبى والمراة فى خدرها، ويدخلون عليها، { فأصبحوا نادمين } خوفاً من العذاب، كذا قيل، ويبحث بأنهم قالوا بعد العقر: يا صالح ائتنا بما تعدنا، ويجاب بعدم تسليم البعدية: لأن الواو لا ترتب فلعلهم قالوا قبل مجىء الناقة أو هى واو الحال، اى والحال أنهم طلبوها من صالح، أو الندم من بعض، والقول من بعض، وأسند ما قال بعض الى الكل لرضاهم، أو لاتحاد القصد، أو ندموا خوفاً ثم قسموا، أو بالعكس، او ندموا ندم توبة بحيث لا ينفع لمعاينة العذاب، ويبحث بأنهم ندموا قبل معاينته، واللائق أن يقال: ندموا لأن لهم علماً من صالح، وصدقه أنَّ من لم يؤمن بعد إعطاء ما اقترح هلك، وإن رأوا أمارة العذاب فكأنهم رأوه، ويبعد القول بأنهم ندموا على ترك سقبها بناء على رواية أنه لم يقتلوه، وأنه هرب وصاح، والقول بالندم على لبنها إذ كان يكفيهم لبنها يوم تشرب.