الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ }

{ ولا صَديق حَميمٍ } شفيق يهمه ذلك، والصديق الخالص هو الذى يهمه ما يهمك، ولا تصادق فى الآخرة إلا المؤمنين، وأما الكفار فبينهم معاداة الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ، وجمع الشافع لكثرته، وأفرد الصديق لقلته، سئل حكيم عن الصديق فقال: اسم لا معنى له، والفاصلة بنعته ميمية، كما كانت ميما بعد فى الرميم، ولأن الصديق الصادق كجماعات قال ابن دريد:
الناس ألف منهم كواحد   وواحد كألف إن أمر عنا
قد يطلق الصديق على الجماعة، فيكون كشافعين، ومعنى نفى الجمع المنكر نفى جماعات منه، وقد تخرج عن ذلك الى نفى الافراد إن لم تدخل من، كما دخلت هنا، ويجوز أن يراد مالنا من شافعين، كما نرى المؤمنين لهم شفعاء من الملائكة والآنبياء، ومؤمنين يشفعون لمؤمنين، ولا صديق كما نرى المؤمنين أصدقاء الآن كالدنيا، وعن الحسن: استكثروا الأصدقاء المؤمنين، فان لهم شفاعة يوم القيامة، أو مالنا من شافعين ولا صديق، من الذين نعدهم شفعاء أصدقاء من الأصنام والجن والانس، أو أرادوا نفى الشفاعة ونفع الصداقة، كأن الشفيع والصديق، وفى نفس الأمر لم يكونا لهم، ومعنى قول الكشاف: ويخلصوننا من النار، يخلصوننا من دخولها، لأن المعتزلة لا يرون خروج الفاسق منها، وكذا أصحابنا.