الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً }

{ وإذا قِيلَ } قال الله عز وجل بالوحى او رسوله صلى الله عليه وسلم { لهم } للكفار { اسْجُدوا للرَّحْمن } اخضعوا له بالايمان والعبادة، أو اسجدوا بوجوهكم فى الأرض تقرباً إليه، أو صلوا فانه شديد الرحمة وعظيمها، لا تخيبون من ثوابه { قالوا } تجاهلاً وعناداً { وما الرَّحمن } أهو ذوى العلم، أو من الجمادات والبهائم ولذا كان السؤال بما، وهذا غاية الكفر، وقد علموا أنه أراد الله عز وجل كما قال فرعون:وما رب العالمين } [الشعراء: 23] حين قال له موسى عليه السلام: " إنى رسول رب العالمين " ومعلوم لهم أنه لا يأمرهم بالسجود لرحمن اليمامة ولا لغيره مما سوى الله عز وجل، ويجوز أن يكون ما للفظ، أى ما هذا اللفظ وهو لفظ الرحمن، واللفظ لا يتصف بالعلم، فكان السؤال بما، وذلك أيضاً لأنهم عالمون بأن مراده الله، وهو لفظ من معنى الرحمة.

{ أنسْجُد لما تأمُرنا } ما مصدرية، أى أنسجد له لمجرد أمرك إيانا بلا معرفة له ما هو، ولا دليل، وإن جعلنا ما اسما موصولاً أو نكرة موصوفة فقد أجاز بعضهم حذف عائدها، ولو مجروراً بحرف لم يجر به الموصول، أو النكرة أو جر ولم يتحد المتعلق فيقدر: أنسجد لما تأمرنا به أى بسجود له، ثم صار بسجوده، ثم سجوده، ثم تأمرناه، ثم تأمرنا، أو حذف ذلك دفعه { وزادَهُم } أى الأمر بالسجود، وإسناد الزيادة للأمر مجاز وهذا اولى لكونه فى الآية من كون الفاعل ضمير السجود الذى سجده النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فتباعد المشركون عنهم استهزاء، فانه واقعة حال لا تلاوة لها { نُفُوراً } عن الايمان.