الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً }

{ وهُو الَّذى خَلَقَ من الماء } المذكور، هو ماء المطر { بَشَراً } أولاد آدم، والتنكير للتعظيم، وخلقهم من ماء المطر هو خلق أصلهم آدم منه، إذ عجز به ترابه، وقطر على طينته أيضاً أو الماء النطفة على الجناس { فَجَعله } جَعل البَشر المذكورين { نسباً وصِهْراً } نفس النسب والصهر، مبالغة أو ذوى صهر، ونسب بعضا نسبا وهو الذكور، وبعضا صهرا وهو الاناث، وقيل: عن على: النسب ما لا يحل تزوجه، والصهر ما يحل، وعنه: النسب ما لا يحل، والصهر قرابة الرضاع، ولم يقل ذكراً وأنثى، كما قال:خلق الزوجين الذكر والأنثى } [النجم: 45] ليصرح بالتشعب أو الماء ماء المطر والبشر، وهاء جعله للبشر بالمعنى الآخر، وهو ذريته على طريق الاستخدام، كقولك: درهم ونصفه أو لآدم على حذف مضاف هكذا، وجعل ذريته نسباً أولى من الحذف والايصال هكذا، فجعل منه نسباً وصهراً، ولو وافق فى المعنى قوله:وجعل منه الزوجين } لأن الأصل عدم النصب على نزع الخافض.

{ وكان ربُّك قَديراً } على كل ممكن، كما خلق من الماء الواحد ما اختلف بالأعضاء والطباع والألوان وسائر صفات الخلق والذكورة والأنوثة، وقدرة الله أزلية، لأنها صفته، وصفته هو، فكان للمضى الثبوتى المستمر، ولا إشكال فى هذا المعنى.