الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }

{ وقالُوا أساطيرُ الأوَّلين } هذا او هذه، أو هى أساطير الأولين جمع أسطورة أو إسطار كتبه الأولون، وقرئ لمحمد فنسبه الى الوحى، فتارة قالوا: هذا إفك، وتارة قالوا أساطير الأولين، أو فريق يقول إفك، وفريق يقول أساطير أو ذلك الإفك مسطور { اكْتَتَبها } طلب أن تكتب له، أو أمر بكتابتها، أو اشتد فى أن كتبها لنفسه قاله كذبا، إذ علموا انه لا يكتب، أو ظنوا أنه يكتب، وذلك لأنه أشهر من أن يفسر الاكتتاب بجمعها من كتب، والجملة خبر ثان، أو حال مقرونة بقد محذوفة أو غير مقرونة، والحالية لاتطح من الخبر إلا إن كان مبتدأ اسم إشارة أو نحوه، بأن يقدر هذه أساطير، أو هذا أساطير بناء على جواز حذف عامل الحال المعنوى كالاشارة هنا.

{ فهى تُملى عليه } تُلقى عليه بعد كتابتها ليحفظها، على أنه لا يكتب اللهم إلا أن يعان بالالقاء، ولو عرف الكتابة، ويجوز تقدير الاكتتاب بالارادة، أى أراد اكتتابها، فهى تملى عليه ليكتبها، أو تكتب بأمره { بكرةً } صبحاً { وأصيلاً } عشياً، والمراد عموم الأوقات، فجمعها بذكر الطرفين أو أرادوا خصوص أول النهار، وآخره تكتب له إخفاء عن الناس، ويضعف أن يكون اكتتبها من كلام الله، والوقف على ما قبله على تقدير همزة الاستفهام، إذ لا دليل على ذلك.