الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً }

{ وهُو الذى جَعَل لَكم اللَّيل لباساً } استعارة أو تشبيه كما تلبسون ثياباً، وذلك مناسب لتغطية الأرض بالظل كاللباس لها، ونقول الشمس لباس آخر لها { والنَّوم } وهو يقع فى الليل غالباً لاستيلاء الأبخرة على القوى عادة، فتسترخى { سباتاً } قطعاً للأبدان والقلوب عن العمل، والنوم نفس القطع، كالسكون قطع الحركة، أو السبات الراحة، وهى تكون بقطع عمل القلب والجوارح، وقد شهر أن يوم السبت سمى لجريان العادة فيه بالاستراحة، قيل لم يخلق الله فيه شيئاً ولا يلحقه تعب، ومريض مسبوت استراح من تعب العلة، أو ضرب من الأعمال يشبه النوم به.

{ وجَعَل النَّهار نُشُوراً } زمان نشور لطلب المعاش، أو نفس النشور مبالغة، أو ناشراً على الاسناد المجازة العقلى، أو السبات الموت استعارة أو تشبيها، والنشور البعث كذلك لشبه النوم بالموت، والاستيقاظ بالحياة بالبعث، وهو الذى يتوفاكم بالليل الله يتوفى الأنفس الخ.