الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِيۤ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً }

{ ولقد أتَوْا } أى قريش فى سفرهم الى الشام للتجر، وعدى بعلى فى قوله: { على القرية } ، لأن المعنى وقعت أبصارهم عليه إذ بقى أثرها أو كقولك مرّ على كذا، وهى القرية العظمى من قرى قوم لوط المهلكة، ومن أربع، سميت سدوم باسم قاضيها سدوم الذى يضرب به المثل فى الجور ولم تهلك الخامسة زغر لأنها لم تعمل عملهن { التى أُمْطرت مَطَر السُّوْء } اسم مصدر أى أمطار السوء كاغتسل غسلاً، وهذا أولى من جعله اسماً لما أمطروا به على معنى أعطيت مطر السوء، وأمطر استعارة تصريحية تبعية لضربوا بالحجارة من جهة السماء ضربا شبيهاً بانزال المطر.

{ أفلم يكونوا يَروْنها } ألم يكونوا ينظرون اليها، فلم يكونوا يرونها، فلا نظر اليها، ولا رؤية أو أكانوا ينظرون اليها فلا يرونها كأنهم لم ينظروا اليها، وأقحم يكونوا دلالة على التكرار، ولم يقل ولقد يأتون أو لقد كانوا يأتون تلويحاً الى أن المرور الواحد عليها يكفى زجراً، مع أن ذكره هنا دليل عليه هناك { بَلْ كانوا لا يرْجون نشوراً } إضراب إبطال نفى به انتفاء رؤيتهم المتكررة أى بل تكررت رؤيتهم، ولكن لم ينزجروا لانكارهم البعث فضلا عن أن يعاقبوا بعده أو لانكارهم أن يكون اهلاكهم لكفرهم، بل هلكوا اتفاقاً، والرجاء هنا مطلق التوقع استعمالا للمفيد فى المطلق، أو بمعنى الخوف كما مر، أو على ظاهره أى لا يرجعون رجاء كرجاء المسلمين الخير بالنشور لانكارهم النشور، فلم يعملوا له.