الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً }

{ قالُوا } أى المعبودون المسئولون، مقتضى الظاهر يقولون لمناسبة، يقولون وجئ بالماضى لتحقق التنزيه، وأنه حالهم قبل القيامة، ولأن المراد الأعظم بالذات الجواب بهذا التنزيه { سُبْحانك } وهو تعجب من الأصنام كيف نضلهم ونحن جماد، من الملائكة والأنبياء والأولياء كيف نضلهم وما شأننا إلا الانقياد لك، وتسبيحك، وقد عصمتنا، أو مجرد تنزيه وتمهيد لقولهم: { ما كان ينْبَغى لنا } يستقيم { أن نتَّخذَ مِنْ دُونكَ } من للابتداء متعلق بنتخذ، أو للبيان او التبعيض متعلق بمحذوف حال من أولياء فى قوله:

{ من أولياء } ومن صلة فى معمول المنفى كما تجئ فى نفس ما بعد المنفى، وهذا كما ذكرت زيادة فى خبر المبتدأ الشبيه نعته باسم الشرط فى العموم من قوله تعالى:والقواعد من النساء } [النور: 60] والأولياء الآلهة المعبودون، كيف نتخذ أولياء للعبادة غيرك، فكيف نأمر غيرنا باتخاذها، فضلا عن أن ندعوهم الى اتخاذهم ايانا آلهة، أو الأولياء الأتباع كما يطلق على المتبوعين، كيف نتخذ لنا أتباعاً يعبدوننا، وجاء أولياء الشيطان بمعنى أتباعه، ومعنى أولياء من دونك، أولياء لست واحداً منهم، ولو كان واحداً منهم لم يكف، لأنه يستحق العبادة وحده.

{ ولكن متَّعتهم } بالنعم { وآباءهم } فكفروها، وجعلوا بدل شكرها ما هو اعظم ذنب وهو الاشراك لاعراضهم عن الوحى كما قال: { نسوا الذكر } تركوا ما أنزل الله من التوحيد، أو ذكرك بالشكر { وكانُوا } فى علمك { قوماً بوراً } مصدر بمعنى هلاك، أو فساد مبالغة، أو يقدر بذوى بور او ببائرين، أو جمع بائر شذوذاً كعوذ جمع عائذ، والاضلال فعل الله تعالى، لا على الاجبار، بل بخلق الضلال وأسبابه، والضلال ضل باختياره فعوقب على اختياره واكتسابه، ولو كانا مخلوقين لله تعالى.