الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً }

{ وإذا أُلْقُوا منها } لا يصح تعلقه بألقوا إلا بتكليف، بل بمحذوف حالا لقوله: { مكاناً } أى فى مكان { ضيِّقاً } ليشتد كربهم، قال صلى الله عليه وسلم: " والذى نفسى بيده، ليستكرهن فى النار كما يستكره الوتد فى الحائط " وعن ابن عباس: كما يضيق الزج بالرمح، ويروى عن الكلبى: يزدحمون برفع اللهب الأسفلين، وحطم الداخلين الأعلين { مقرَّنين } مقرونين قرناً شديداً بالجوامع، الأيدى بالأعناق، أو كل كافر شيطانه، وفى أرجلهم الأصفاد.

{ دَعوْا } نادوا { هُنالكَ } فى المكان الضيق { ثبوراً } هلاكاً يقولون يا ثبوراه احضر، فهذا أوانك وقد حضر، ولكن يقولون ذلك ندماً وجزعاً، وقيل: دعوا طلبوا ثبوراً موتاً ليستريحوا، وأشد من الموت ما يتمنى معه، هو على كل حال مفعول به، أو مفعول مطلق، أى دعوا دعاء ثبور، قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من بعده يقول: يا ثبوراه، ويقولن: يا ثبورهم، حتى يدخلوا النار ".