الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

{ ليس على الأعْمى } بعينيه معاً، ويلتحق به ضعيف البصر والأعور اذا كان عوره مؤذياً له { حَرجٌ } ضيقٌ شرعى بأن يحكم بالذنب على هؤلاء، وأصله مجتمع الشىء كالأغصان الملتفة { ولا على الأعرج حرج } فى اليأَو على الرجل أو الفخذ، { ولا على المريض } بأى مرض معطل عن الغزو، أو يزداد به أو يطول به أو يستقذر به { حرجٌ } فى أن لا يغزوا، وفى أن يأكلوا مع الناس، ولو كانت فيهم رائحة تكره لمرض أو صنان أو وسخ فى العين أو الأنف يبدوا ويأكلوا أكثر، أو يأخذ الأعرج لعرجه زيادة موضع، وفى أن يأكلوا من مال من جرهم اليه من قصدوه، إذ كانوا يأتوه رجاء للأكل، فلا يجد ما يطعمهم فيأتى بهم الى أبيه أو أمه أو نحوهما عمن يرجون معه، فيتحرجون وفى أن يأكلوا ممن خرج غازياً، وتركهم على طعامه أو ماله، فنزلت.

وإن كان الاصحاء يتحرجون عن الأكل مع هؤلاء أى لا يستوفون الأكل كالأصحاء، فعلى بمعنى فى أى ليس فى مواكلة الأعمى أو للتعليل لا لمواكلة الأعمى او على ظاهر، أى لا حرج على مواكلة الأعمى كما يقلل: لا عقاب على فعل كذا، أى لا يبنى عقاب على ذلك، أو متعلق الحرج هو قوله: { أن تأكلوا } من قوله: { ولا على أنْفُسكم } أيها الأصحاء حرج { أن تأكلوا } ايها الطوائف الثلاث والأصحاء، وهو ضعيف، لأن عموم الخطاب فى تأكلوا وما بعده للطوائف الثلاث تأباه غيبتهم فى قوله: { ليس على الأعمى } والصحيح أن الكلام تم فى حرج، وذكر كلاماً آخر بقوله: { ولا على أنفسكم أن تأكلوا }.

{ من بيُوتِكُم } أنتم ومن معَكُم، وذكر الأنفس إثارة الى معنى عليكم، وعلى من فى مثل مالكم، وفيه استعمال اللفظ فى حقيقته ومجازه، فأولى منه لسلامته من ذلك أن يكون ذكره اشارة الى أن الأكل المذكور، مع أنه لا حرج فيه لا يخل بقدر من له شأن، كما كثر ذكر النفس فى ذى الشأن مثل:كتب ربكم على نفسه الرحمة } [الأنعام: 54] وقوله تعالى: " حرمت الظلم على نفسى ".

{ أو بُيُوت آبائكم أو بيوت أمَّهاتكم، أو بُيُوت إخَّوانكم أو بُيُوت أخَواتكم أو بُيُوت أعمامكم أو بُيُوت عمَّاتِكم أو بيُوت أخوالكُم أو بُيُوت خالاتكم } كان هؤلاء من أب وأم، أو أحدهما أو من الرضاع { أو ما ملكتُم مَفَاتحهُ } كناية عن الكون تحت اليد من بستان أو نعم، بوكالة أو حفظ، يأكل ويؤكل، ولا يحمل ولا يدخر، قاله ابن عباس، وكذا سائر الطعام وغيره، كما قال السدى، والأولاد دخلوا لأن بيوتهم بيوت لآبائهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن أطيب ما يأكل المرء من كسبه وأن ولده من كسبه "

السابقالتالي
2 3