الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ وإذا بَلغ الأطفال منكم } يا معشر المسلمين الأحرار، وليس قيداً، بل لأن الكلام معهود فى ذلك، فإن الطفل من الكافر أو الطفل العبد إذا بلغ استأذن فى غير بيت يبيت فيه مسكناً له للمسلمين، أو الكافرين { الحُلُم } أى العقل الذى يعرف بعلامات البلوغ { فليستأذنوا } على أهل بيت أرادوا دخوله، ولم يكن مسكناً لهم لغير آبائهم أو لآبائهم، وأوجب ابن مسعود وابن عباس وابن جبير استئذان البالغ والأب والأخ ونحوهم من الذكور والاناث على الأم والأخت ونحوهما، ولو فى بيت سكناهم مع هؤلاء إلا الزوجين والسيد والسرية ونقل عن ابن عباس وجوب الاستئذان بينهم أيضاً، وليس يصح.

{ كما استأذن الَّذين من قَبْلهم } ذكروا قبلهم فى السورة من البلغ فى قوله تعالى:يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا } [النور: 27] ولا يتبادر أن يكون المعنى كما استأذن الذين بلغوا قبلهم، ولو كان الأمر كذلك، ولكن قد فسر بعضهم الآية به { كذلك يُبيِّن الله لكم آياته واللهُ عليمٌ حكيمٌ } ليس تكراراً محضاً للتأكيد، بل ذكره لشأن من بلغ الحلم.