الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ }

{ وإذا دُعُوا } دعاهم خصمهم، والواو للمؤمنين مطلقاً أو للمنافقين { إلى الله ورسوله ليحكم } الرسول وهو أقرب فى الذكر والمباشر للحكم، وحكمه حكم الله، وأكره عود الضمير الى الله والرسول بتأويل المدعو اليه، لأن الأصل عدم التأويل، ولأن فيه تسمية الله والرسول بضمير واحد، كما يفعل بغيرهما، ولو سهله أن لفظ الآية الدعاء الى الله ورسوله { بينهم } وبين خصومهم { إذا فريقٌ منْهم معْرضون } عن الاجابة الى الحكم، لعلمهم ان الحق عليهم، وأنه صلى الله عليه وسلم يحكم به، لأنه لا يحكم بالجهل، ولا يحيف، وقيل: هذا الاعراض اذا اشتبه عليهم الأمر، وأن فى هذه زيادة مبالغة فى ذمهم.

قلت: بل الذم أبلغ إذا عرفوا أن الحق عليهم، إذ تعمدوا والاعراض عن نفس الحق، فالأولى أن يحمل إعراضهم على العموم، بأن اشتبه عليهم، أو علموا أنهم مبطلون.