الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ ليجزيهم الله } متعلق بيسبح، أو بعلم يعلم تلك الأفعال أى يعملون ذلك ليجزيهم الله { أحسن ما عملوا } ولا يتعلق بيخافون، لأن الخوف غير اختيارى، فلا يعلل بذلك إلا على معنى فعل مقدماته، أو تجعل اللام للعاقبة إذا علقت به، وما اسم أو مصدرية، أى أحسن جزاء الأعمال التى عملوها، أو جزاء أعمال عملوها أو جزاء عملهم، وذلك هو الحسنة على ما نووا وعشر الى سبعمائة وأكثر على ما عملوا، والنية عمل ايضاً بالقلب.

{ ويزيدهم من فضله } ما لا يعلمه إلا الله، ولم يخطر ببال أحد لا فى مقابله أعمالهم، وقد علموا أن لله زيادة، وقد عملوا لها، لكن لا يعلمون حقيقتها، أو علموا بعضا دون بعض، وقد رجوها، قال الله تعالى:للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [يونس: 26] وقال تعالى: " أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".

{ والله يرزق من يشاء بغير حساب } أى يرزقهم، وأظهر فى موضع الاضمار إعلاما بأنه يعطيهم على أعمالهم فضلاً منه لا استحقاقاً بها، كما روى أنه يحاسبهم على نعمة حتى يتضح لهم أن عبادتهم لم تفِ بها، فيخبر هو أنى أُعطيكم فضلا منى، ومن قارب فراغ عمره، ويريد أن يستدرك ما فاته فليشتغل بالأذكار الجامعة، فتصير بقية عمره، القصيرة طويلة، مثل أن يقول: سبحان الله عدد الحصى، أو سبحان الله عدد ذرات الأجسام والأعراض، وكذا من فاته كثرة الصيام والقيام، يشتغل بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، فإنه إن فعل فى جميع عمره كل طاعة، ثم صلى عليه صلاة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة على كل ما عمله فى جميع عمره من الطاعات، لأنك تصلى على قدر وسلك، وهو يصلى على حسب ربوبيته، فكيف صلوات، ومن صلى عليه صلاة واحدة كفاه الله تعالى هم الدنيا والآخرة.