الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ يا أيها الَّذين آمنُوا لا تتبَّعوا خُطَوات الشيطان } لا تسلكوا طرقة فى الفعل والترك، فإنها تقضى الى شر الدنيا والآخرة، شبه ما أمر به الشيطان بآثار الأقدام فى الأرض { ومن يتبِّع خُطُوات الشيطان } لم يقل ومن يتبعها لزيادة التحذير منه ومن خطواته، وذمها الجواب محذوف، وكأنه غير محذوف لنيابة علته عنه، وهى قوله تعالى: { فإنه يأمر بالفَحْشاء والمُنْكر } تقديره يهلك، أَو يقع فى القذف، لأنه يأمر بالفحشاء كالقذف والمنكر، وهو ما ينكره الشرع مطلقا.

{ ولولا فَضْل الله عليكم ورحمته } ببسط التوبة والتوفيق إليها، وحد الحدود المكفرة { ما زَكَى } طهر من الذنوب { منكم مِنْ أَحدٍ أبداً } ومن الأولى للابتداء متعلقة بزكى، أو بيانية متعلقة بحال محذوفة من أحد الفاعل المجرور بمن الصلة { ولكنَّ الله يُزكَّى مَن يشاءُ } بالتوفيق الى التوبة وبقبولها { والله سميع } عليم بكل كلام، ومنه ما أظهروه من التوبة فى القذف { عليمٌ } منها إخلاص التوبة وعدمه.