الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ إنَّ الذينَ } المراد الجنس فيدخل الخائضون فى شأن عائشة، أو هم المراد ويلتحق بهم مثلهم { يحبُّون أن تشيع الفاحشة } الخصلة الشنيعة الزنى، أو الرمى به، وفى ذكر الحب مبالغة لإدخال المحب لانتشارها محبة تدخل تحت الاختيار، ولو لم يقصد إليها بذكر أو سؤال أو سماع أو جارحة، وقيل: المراد بالحب لازمة الإشاعة { فى الَّذين آمنُوا } أى المحصنين والمحصنات، بأن تقع فيهم، وخصهم بالذكر، لأنهم العمدة أو تشهر فيهم نسبتها إلى بعضهم { لهَمْ عذاب أَليم فى الدُّنيا } كالعمى والشلل والحد { والآخرة } بالنار، إلا إن تاب وتخلص من التباعة فله عذاب الدنيا فقط، وإنما يكون الحد كفارة للتائب لا للمصر، ولم يخطر هذا فى قلب أبى هريرة، إذ قال: لا أدرى الحدود كفارة أو لا، أَو أراد لا أَدرى ما عند الله من التوبة، فتكون الحدود كفارة، ومن عدم التوبة فلا تكون كفارة.

{ واللهُ يعْلَم } أحوالكم وكل شىء ولو فى القلب كحب شيوع الفاحشة، ويعلم الصلاح فى التغليظ بالحدود { وأنتم لا تعلَمون } إلا ما علمَّكم الله.