الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ أولئك } العالى الرتب { يُسارعُون فى الخيراتِ } الجملة خبر إن، والمراد خيرات الآخرة، وقيل الدنيا والآخرة، لقوله تعالى:فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسنَ ثواب الآخرة } [آل عمران: 148] وقوله:وآتيناه أجره فى الدنيا وإنه فى الآخرة لمن الصالحين } [العنكبوت: 27] وهو ضعيف، لأن الله جل وعلا يمدحهم بالمسارعة الى الدنيا، وفى للاشارة الى أنهم متقلبون فيها، لا أنهم خارجون عنها يسارعون إليها، كما فى قوله تعالى:وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } [آل عمران: 133] الخ.

{ وهم لها } إليها متعلق بقوله: { سابقون } غيرهم من الكفار، بأن نالوها دونهم، ويجوز أن يراد بالخيرات الطاعات، أو سابقون غيرهم من السعداء، فهم نائلون ما دون تلك الدرجات، كما قال:

{ ولا نُكلِّف نفساً إلا وُسْعها } طاقتها من العبادة، فمن لم يبالغ فى العبادة فدرجته دون درجة من بالغ، ومن لم يطق المبالغة نال بنيته ما نال المبالغ، كما ينال المتيمم لعذر ما ينال الغاسل والمصلى قاعداً أو مضطجعاً، لعذر ما ينال المصلى قائماً { ولدينا كتابٌ } شامل لما فى فى كتب المكلفين كما قال الله عز وجل:هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } [الجاثية: 29] واستعار النطق للاظهار، واشتق منه ينطق بمعنى يظهر.

{ ينْطقُ بالحقِّ } هو ما طابق الواقع، وقيل الكتاب القرآن، ويبعده لفظ لدينا { وهم لا يظلمون } بنقص الثواب، أو زيادة العقاب، عما يستحقونه بأعمالهم المكتوبة، أو زيادة عمل سوء لم يعملوه، أو نقص عمل طاعة قد عملوه، أو بتكليف ما لا يطيقونه.