الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }

{ فتقطَّعُوا } بسبب كفرهم، والواو للأمة بمعنى الجماعة، أو للمضاف اليها المقدر إن كان بمعنى الملة، والتفعل للمبالغة، والأصل قطعوا بالتخفيف، أو قطعوا بالشد للمبالغة، وزيدت التاء لزيادة المبالغة أو الأمة، أو لا الملة، وضميرها الجماعة على الاستخدام { أمرهم } أمر دينهم مفعول به { بينهم زبراً } قطعاً فصار أدياناً مختلفة، والواجب أن يكون توحيداً حال من أَمر أو من الواو، أَو مفعول ثان لتضمن تقطعوا معنى صيروا، والمفرد زبور بمعنى فرقة أو كتاب، أى كتباً كانهم كتبوا أديانهم.

{ كل حزبٍ } من أولئك المتقطعين { بما لديهم } من الأمر الذى اختاروه { فرحون } معجبون به أخطأو ا واعتقدوا خطأهم صواباً، وذلك أقبح شىء، ودخل بالمعنى فى الآية كل مذهب زائغ، وإنما يقبل الله المذهب الخالى عن البدعة، وقد كان الناس لا يعرفون إلا القرآن والسنة والاجماع والاجتهاد، لمن تأهل له، ثم كانت المذاهب والتقليد، وإنما ظهر بعضها فى آخر القرن الثانى، فإن عمر مالك عام واحد، حين مات إمامنا جابر بن زيد، إذ مات عام ستة وتسعين، ومالك ولد عام خمسة وتسعين، ومات عام مائة وتسع وسبعين، وعمر أبى حنيفة حين مات جابر خمسة عشر عاماً، لأنه ولد عام ثمانين من الهجرة، ومات عام مائة وخمسين، ولا وجود للشافعى وأحمد فى زمان جابر، لأن الشافعى ولد سنة مائة وخمسين، ومات سنة أربع ومائتين، وأحمد سنة مائة وأربع وستين، ومات عام مائتين وواحد وأربعين.

وما ظهر مذهب مالك فى المغرب إلا سنة أربع مائة وخمسين بعد دخول العرب المغرب، وقبل ذلك كان مذهبه فى الحجاز، وانتشر مذهب الأوزاعى فى أواسط المائة السادسة الى أندلس، ودخل من أهل مذهب مالك أندلس يحيى بن يحيى، ويحيى بن بكر، وفرغوس ولم يعبأ بهم أحد إلا المرابطون، وأحكامه مهجورة فى اندلس، وقد هرب الشافعى الى مصر خوفاً على القتل، او العذاب، وقيد المأمون أحمد وضربه حتى غاب عقله، ومات فى سجنه، فقل ذلك بهم لقولهم بالرؤية، وقدم القرآن فأين الاتفاق على هؤلاء الأربعة.

وقيل فى أمته هؤلاء الأربعة غير ما مر، وقد بينه العلامة الشيخ عبدة الحق ودخل تونس، وأمرهم أن يسألوا الفقير صاحب هذا التفسير فى كل ما أشكل، وكذا عالم قبله مثله مصرى وسبب يمل علماء مصر إلى مع تخالف المذهب، وتباعد البلاد، أنه أشكلت عليهم مسألة فى الربا، وأرسلوا الىَّ سؤالا فى مضاب، وجادلهم إنكليزى، وأرسلوا الىَّ سؤالا فأجبت لهم بما استحسنوا، وأيضاً اطلعوا على شروح النيل وغيره مما طبع فى مصر من تأليفى وقيل: أدرك مالك البلوغ فى زمان جابر.