الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ }

{ فقالوا } فيما بينهم مناصحة، العطف على استكبروا { أنؤمن لبشرين } ثنى تلويحاً الى قلتهما وانفرادهما عن قومهما، وإلا فالبشر يطلق على الواحد فصاعداً { مِثْلنا } لم يقل مثلينا كما قال: " ترونهم مثليهم " لأنه فى الأصل مصدر فأفرد تلويحاً إلى شدة التماثل، حتى كأنهم البشرين واحد { وقومَهُما } بنو إسرائيل { لنا } لا لهما، أو قدم للفاصلة { عابدون } خادمون وعمل الأجر والبناء، وغير ذلك.

أو عابدون لكبيرنا فرعون، كما يعبد الله، توهموا ذلك، ولو لم يدع ذلك كعادته فى عدم إظهار ما يبطن حتى إنه عارف بوجود الله، وأنه المعبود، وخالف ذلك، والجملة حال من ضمير نؤمن، وحط لمرتبتهما عن مرتبة الرسالة بكون قومهما خدمة لهم، ولا يدرون أن مناط الرسالة صفاء القلوب بالنعوت العلية من البشر لا عظم الشأن الدنيوى كما قالت قريش:لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [الزخرف: 31] ولا تمنعها البشرية، وقد يحتمل أن يريدوا أنهما لو كانا بشرين وخالفهم بشىء من بدنهما لا يماثلانهم فيه لآمنوا، وهم كاذبون إذ لم يؤمنوا بالعصا ونحوها.