الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ }

{ فقال الملأ } الإشراف لعامتهم { الذين كفَروا مِن قَومِه } احتراز عن الاشراف الذين آمنوا، وهم قليل، ولم يعتبروهم لقلتهم، إذ قالوا:وما نراك اتبعك إلاَّ الذين هم أرذالنا } [هود: 27] أو عدو من اتبعه أرذل ولو شريفاً أو اتبعه بعض الأشراف بعد قولهم:وما نراك } [هود: 27] { ما هذا إلا بشرٌ مثلُكُم } جنساً ووصفاً، فكيف يخص عنكم بالنبوة والرسالة { يريد أن يتفضَّل عليْكُم } يزيد عليكم فى الشرف، أو يسودكم بالنبوة والرسالة، وليستأله ذلك مجرد دعوى أو إغراء على معاداته.

{ لو شاء الله } الإرسال إلينا، ولا بأس بهذا التقدير لوجود القرينة، ولو لم يكن من الجواب، ولا يجوز تقديره منه على القاعدة، أى ولو شاء الله الإنزال إلينا، لأن نوحاً عليه السلام لم يذكر الإنزال، بل قال: إنى رسول الله إليكم، وذلك انكار لرسالته، ويجوز أن يتعلق بقوله:اعبدوا الله } [الأعراف: 59] أى ولو شاء الله عبادته وحده { لأنزل } من السماء، وذلك لأنها معظم محلهم { ملائكة } بالرسالة، أو بعبادته وحده { ما سَمِعنا بهذا } بما ذكر من انفراد الله بالعبادة، أو إرسال البشر أو ما سمعنا بنبوة هذا، أى نوح أو ما سمعنا باسمه، ولو كان نبياً لوجدنا اسمه قبلنا، كما قال: { فى آبائنا الأولين } من أهل زمانه سواء لفظ نوح أو غيره، وقد عاشت طويلاً.