الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ }

{ ليشْهَدُوا } ليحضروا متعلق بيأتوك، ويجوز تعليقه بأذن، والأول أولى لقربه، وجاز التنازع { منافع } عظيمة كثيرة، ولذلك نكر، والمراد الدنيوية والأخروية وساغ الدنيوية إذ لم تقصد بالذات، والمقصود بالذات الأخروية، وذلك المروى عن عباس الرواية الصحيحة، وعنه الدنيوية وهى لحوم الأضاحى ونحوها، وربح التجر وهو ضعيف، لأنه لا يصح النداء لأجلها ولا يمدح الآتى لأجلها، وأولى منه أنها الأخروية رضوان الله وثوابه { لَهُم } نعت منافع.

{ ويذْكُروا اسْم اللَّهِ فى أيامٍ معْلُومات على ما رزَقَهُم من بهيمة الأنعام } الثمانية عند ذبحها بأن يقولوا: باسم الله، والله أكبر، أو يزيدوا اللهم منك ولك عنى، أو عن فلان أو فلانة، والأيام أربعة يوم النحر، وثلاثة أيام بعده، وهو الصحيح لقوله صلى الله عليه وسلم: " أيام التشريق كلها أيام ذبح " وعليه الحسن أو يومه أو يومان بعده عند عمرو ابنه وعلى وابن عباس، وأنس وأبى هريرة، إذ قالوا: أيام النحر ثلاثة أفضلها أولها، وعند النخعى وقت النحر يومان، وأبن سيرين يوم، وأبى سلمة وابن يسار الى هلال المحرم.

وقيل: المعلومات عشرة ذى الحجة، والذكر فى هذه الأربعة حمد الله وشكره عند الذبح وغيره، واليوم يشمل الليل فجاز الذبح على الصحيح فيه، ويحذر الخطا، وقال: " على ما رزقهم " تسهيلا للتقرب إليه عز وجل بأنه هو رازقهم بها، والذكر عليها مشعر بالذبح ففرع على ذلك، قوله عز وجل:

{ فكلوا مِنْها } ليس هذا التفافا لأنه أمر ولو لم يكن الالتفات لقين فيأكلوا منها، وليس مراداً بل المراد إباحة الأكل بعد تخرج الجاهلية، ولشرع إذ قال صلى الله عليه وسلم: " كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحى فكلوا وادخروا وأطعموا " والأمر بعد النهى للإباحة لا للوجوب، وقيل يجب الأكل وقيل يندب { وأطْعِمُوا البائس } صاحب البؤس، وفسره بقوله: { الفقير } وخص بعض هنا البائس الذى يسأل، ويجوز إطعام الغنى، لأن صاحبها يأكل منها غنيا أو فقيرا.