الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ }

{ وإسماعيل وإدْريسَ وذَا الكفْل } واذكر إسماعيل الخ على حد مر، وظاهر الآية أن ذا الكفل نبى، وهو كذلك عليه السلام، وعليه الجمهور، واسمه بشير بن أيوب، وقيل: ذو الكفل اسمه، بعث نبيا بعد أبيه، وأما وصيه فهو ابنه حرمل، كما روى هن وهب، وكان ذو الكفل مقيما بالشام، وماتت ابن خمس وسبعين كلها فى الشام، وأوصى الى ابنه عبدا، ثم بحث لله شعيبا أو هو إلياس ابن ياسين بن فنحاص بن العزار ابن هارون أخى موسى، أو يوشع بن نون، أو زكريا أو اليسع بن أخطوب ابن العجوز أقول، وزعم اليهود أنه حزقيل، وجاءته النبوُة فى وسط سبى بخت نصر على نهر جوباً.

وقيل: ليس نبيان لكنه عبد صالح استخلفه اليسع بشرط أن قوم الليل ويصوم النهار، ولا يغضب، وعن ابن عباس احتضر قاض من بنى إسرئيل فقال: من استخلف على أن لا يغضب، فقال جل: أنا، وقيل احتضر ملك منهم فقال له الرؤساء استخلف ففزع اليه الناس، فقال: استخلف من يتكفل لى بثلاث فقل فتى: أنا، فقال: اجلس فأعاد فقال: أنا، فقال: أنا، فقال: أن تقوم الليل ولا ترقد، وتصوم النهار ولا تفطر، وتحكم ولا تغضب، فقال نعم، وفى هذه الأقوال لقب، لأنه تكفل بما وجب أو بما شرط عليه، ومن قال هو زكرياء فأنه كفل مريم، وقيل له ذو الكفل بهذا، لأن له حظا عظيما والكفل الحظ، وقيل: لأن له ضعف ثواب أعمال أنبياء زمانه { كُلٌّ } ممن ذكر { من الصابرين } على العبادة والمصائب، وعن الشهوات وهذا حض الصبر باشارة إن من لم يصبر فهو خارج عن طريق الأنبياء.