الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ }

{ وأيُّوب } عطف على نوحاً أو اذكر أيوب، أو لا تنس أيوب إذا ذكرت لك شأنه، وهو ابن أموص بن رزاح بن عيض بن إسحاق، وقيل أمه بنت لوط، ويقال أيوب بن أموص بن تارخ بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم، ويقال كان أبوه مؤمناً بإبراهيم، وقال ابن جرير، كان بعد شعيب، وقال ابن خيثمة: بعد سليمان، وقال الكلبى: بعد يونس، وهو من بنى إسرائيل فى قول، وقيل من الروم، وأنه لا نبى منهم إلا هو، ويقال امرأته ما ضر بنت ميشا بن يوسف.

{ إذْ نادَى ربَّه أنِّى } بأنى { مسَّنى الضُّر } هو ما فى الناس من مرض وهزال نحوهما، وبالتفتح يعم ذلك وغيره، وقيل عامان سواء سلط الله عليه مرضا حتى كان كلحم فى وضم، وحتى بولغ بأنه لم يبق إلا لسانه وقلبه وعيناه، وتأويله أنه لم يصبهن مرض، وأصاب باقى جسده، وكان ملقى فى كناسة بيت المقدس، لا يقربه أحد إلا زوجه رحمة بنت أفرائيم ابن يوسف ابن يعقوب، وتسلط الدود فى جسده، وتقع واحدة فيردها ويقال: كلى رزقك، قلت: لا يصح هذا، بل لا يجوز فكيف يفعله ويخرج فى بدنه مثل ثدى المرأة، ثم ينفتق.

قيل: سببه أنه استعان به مسكين على دفع ظلم، فلم يعنه، وقيل أجدب الشام فقال له فرعون: الحق بى فعندى سعة، فأقطع له أرضا واتفق أنه دخل شعيب على فرعون وهو عنده وقال: أما تخاف أن يغضب الله فتغضب له السماوات والأرض والجبال والبحار، ولم يعنه أيوب فقال الله عز وجلّ: اتسكت على إعانة شعيب على فرعون لأجل أن دعاك الى أرضه أنى أبتليك قال: فدينى، قال: أسلمه لك، فقال: لا أبالى والله أعلم بصحة ذلك.

وكان غليظ البدن والأعضاء طويلها، جميلاً، وله سبعة بنين وسبع بنات، وأصناف البهائم، وخمسمائة فدان، فى كل واحد عبد له بزوج وولد، ويقال له ثلاثة آلاف بعير، وسبعة آلاف شاة، وذهب ذلك كله، وصحة بدنه، بقى كذلك ثمانى عشرة سنة، أو ثلاث عشرة، أو سبعاً أو ثلاثا أو سبعة أيام وسبع ساعات، وعمره إذا ذاك سبعون أو ثمانون أو أكثر، وعمره كله ثلاث وتسعون أو أكثر، وسبب دعائه أن إبليس أتى زوجه فى صورة عظيمة، وقال: أنا إله الأرض، غضبت على زوجك إذ عبد إله السماء دونى، فإن سجدت لى سجدة أرده الى حاله، فأخبرت أيوب بذلك، فقال: لعلك افتتنت باللعين وطردها، وحلف لا يقبل طعامها وشرابها، ولئن عفانى الله لأضربنك مائة سوط، فبقى فريداً، فحينئذ قال: { رب إنى } الخ.

وعن الحسن مر به رجلان فقال أحدهما للآخر: لو أحبه الله لم يفعل به هذا، فقال: { رب } إلخ، ومثله ما قيل إنه لو كان نبيا لم يفعل الله تعالى به ذلك، وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم:

السابقالتالي
2