الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ }

{ ولوطـاً } منصوب على الاشتغال فى قوله { آتيناه } أى وأتينا لوطاً آتيناه، والمقدار معطوف على وهبنا، والمذكور تأكيد له عم فى قوله: " كلاًّ " وخص كلا بها أنعم به عليه، أو كلا غير شامل للوط، بل لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، فخص لوطاً هنا ولا حاجة الى تقدير اذكر لوطاً، واستئناف قوله آتيناه { حُكماً } أى حكمة، وهى ما فرض الله، أو النبوءة فالأنبياء حكام على أممهم، أو القضاء بين الخصوم، وقيل صحف ابراهيم، واستبعد بأنها تنسب بالإتيان الى ابراهيم لا إليه ولو جاز { وعِلْماً } سائر ما ينبغى للأنبياء علمه كالوعظ والأخبار والأمثال، وإذا فسرنا الحكم بشىء، فالباقى علم.

{ ونجيناهُ مِنَ القَرْيةِ } سدوم أو سبع قرى عبر عنها بأعظمها سدوم، وأشهرها قلبن كلهن على المشهور، وقيل: قلبت الواحدة لاتفاق أهلها، وروى قلبن الأزعر لأنها مسكن لوط، ومن آمن به { الَّتى كانَتْ تعْمَل } كان أهلا يعملون، أو القرية اسم لأهلها حقيقة أو مجازاً كأنه قيل من القوم التى كانت تعمل (الخبائث) أقبحها الواط، وقيل هو المراد، لكن جمع لكثرته، قال صلى الله عليه وسلم: " عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا: اللواط، والرمى بالجوالق، والحذف، واللعب بالحمام، وضرب الدفوف، شرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب، والصفر والتصفيق، ولبس الحرير، وتزيد أمتى بسحاق النساء " { إنَّهم كانُوا قَومْ سَوْءٍ فاسقين } خارجين عن الطاعة، غير منقادين للوط علة لتعمل الخبائث، وقيل لنجيناه، أى لم نبقه معها، لأنهم فساق لا يناسبهم، ولئلا يصيبه ما يصيبهم لفسقهم والأول أولى.