الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }

{ إذ قال لأبيهِ وقَوْمهِ } دخلت أمه فى قومه توسعا ولم يذكرها، لأن الرجال أشد عتناء بعبادة الأصنام وذكر الله عنه الأب أولا مع أن الواو لا ترتب لعله لأنه بدأ به، وهم مجتمعون لأنه أحق من ينصح، وإذا متعلق بآيتنا وهو اولى، أو بعالمين أو برشد أو بدل من قبل باعتبار نصبه، لأن من لا تدخل على إذا، ومفعول لا ذكر محذوف { ما هذه التَّماثيل التى أنتُم لَها عاكفون } الصور التى تشبه صور الرجال أو الكواكب، وإشارة القرب تحقير، والسؤال بما الموضوعه لطلب الحقيقة، أو شرح الاسم مع علمه بأنها حجر أو غيره من تجاهل العارف، ليتفاوضوا معه فى الكلام. والعكوف على الشىء ملازمته تعظيما له، قيل: أو لغرض ما يريد أن هذا العكوف عجيب غير لائق، فكيف فى عبادتها واللام بمعنى على كقوله تعالى:يعكفون على أصنام لهم } [الأعراف: 138] وقوله تعالى:وإن أسأتم فلها } [الإسراء: 7] أى فعليها، أو هى كلام التقوية على تضمين عاكفون معنى عابدون، وليس امتناع تفسير العكوف بالعبادة فى قول على، إذ مر على لاعبين للشطرنج: { ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون } لأن يمس أحدكم جمراً حتى ينطفىء خير له من أن يمسها مانعاً من تفسيره فى الآية به وهى فيه بمعنى على أى مقيمون عليها أو للتعليل، كما جاز فى الآية أى مقيمون لأجلها، وحذف على عبادتها أو لا يقدر، بل المعنى أنتم لها فاعلون العكوف.