الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }

{ ولَئن مسَّتْهُم نَفْحةٌ } أدنى شىء { مِن عَذَاب ربِّك } يوم القيامة، أو فى الدنيا كما مثل لها ابن عباس بالجوع الذى نزل بمكة، أو مطلقا، وهو أولى بالغ بالمس الذى هو دون إنفاذ، ودون تشديد، بل مجرد إيصال، وبما فى النفح من القلة، كإعطاء قليل، وضرب بحد حافر، وببناء المرة، وبالتنكير، عابهم الله عز وجل بالسرعة الى الويل، والقسم العظيم بأدنى عذاب مع بطئهم عن التصديق بالخبر، ومع عدم التصديق مع طول الإخبار كما قال:

{ ليقولنَّ يا ويلنا إنَّا كُنَّا ظالمينَ } رسول الله وأنفسنا بالتكذيب، وما قيل: من أنه لا مبالغة بالمس، بل هو أقوى لدلالته على تأثر حاسة المحسوس غير المسلم لكثرة استعمال المس فى القلة، وعدم شهرة استعمالة فى القوة، وربما قيل ان فى تلك التقليلات تلويحا بأن اللائق أن يتأثروا بأقل قليل من الوحى الصادق.