الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

{ ولَقَد اسْتُهزىء برُسلٍ مِنْ قبَلكَ } شروع بعد وعظ المشركين، والاحتجاج عليهم والجواب عما قالوا فى تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استهزائهم، بأنه قد استهزىء برسل كثيرين عظام، أقوامهم وصبروا، وتلويح بأنك قد بلغت، ولك عاقبة الخير كما لهم ولقومك السوء كما لأقوامهم كما قال:

{ فحاق بالَّذين سَخرُوا مِنْهُم ما كانُوا به يَسْتَهزئون } من قبلك نعت لرسل، أو متعلق باستهزىء، وعليه فالمعنى على إجمال أن يراد قبل زمانك كالأول، أو قبل الاستهزاء بك، ويقال بالصناعة قبل استهزائك، أى الاستهزاء المنسوب إليك، الصادر منهم، ومعنى حاق نزل محيطاً بهم، ولا يستعمل إلا فى الشر، والذين سخروا كفار امم هؤلاء الرسل، والهاء فى منهم للرسل، وما اسم، وهاء به إما أى عذاب عظيم كانوا يستهزئون به، أو العذاب الذى كانوا يستهزئون به، أو كلام يستزئون به، أو الكلام الذى يستهزئون، سمى الله به العذاب، لأنه سبب العذاب، أو يقدر مضاف أى جزاء ما كانوا الخ، ويبعد جعلها مصدرية، وهاء به للرسل إفراداً لهم باعتبار أن كل واحد لقومه عذاب على حدة.