الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ }

{ وجَعَلنْا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً } من البلى والتغير فألوانها الآن ألوانها من حيث خلقها الله، كما روى عن قتادة وقال جمهور المسلمين، وجمهور الفلاسفة: إنها قد تغيرت، ولا بد من تغيرها يوم القيامة، وزوالها بنصوص القرآن، وقيل محفوظاً عن الوقوع قيل سقفاً محفظاً عن استراق السَّمع بالرجم، لا كسقوف الدنيا، يمكن السرق منها، وهذا يتم إن اعترف المشركون باستراق الشياطين السمع، ورجمها بما ترمى به، وقد اعترف به بعضهم، فهلا آمنوا لهذه القدرة، وقيل محفوظاً عمن تحتها، لا تقع عليهم، ولا يصلونها إلا من شاء الله.

وعنه صلى الله عليه وسلم: " السماء سقف مرفوع وموج مكفوف تجرى السهم محفوظة من الشياطين " فهذا يدل على الحفظ من الشياطين، لكن ليس فيه منع أنها حفظت من غيرهم أيضاً، وقيل محفوظاً من الشرك والمعاصى، فكيف تشركون أنتم من لم يخلقها بمن خلقها. { وَهم عن آياتها } دلالاتها على وحدانيتنا، وكمال قدرتنا، الظاهرة ظهور الشمس، وما لم يظهر يعلم بالبحث { مُعْرضُون } لا يتفكَّرون بعقولهم فيها.