الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ }

{ لَهُم فيها } متعلق بما تعلق به لهم أو بلهم لنيابته عنه، وأصل خالدون وهم أن يستعملا للعقلاء، لكن غلبوا على غيرهم، كما أثبت الزفير وهو للعابدين دون الأصنام بقوله { زفيرٌ } إلا إن جعل الله سبحانه لها حياة وزفيراً بلا تعذيب لها، بل بها فلا تغليب فى جنب زفير، وهو صوت نفس المغموم من أقصى الجوف، وقيل أصله ترديد النفس حتى تنفخ الضلوع، ولا يقال: يجوز أن نجعل الخطاب فى أنتم للعقلاء المخطبين بأنكم، فلا تغليب فى خالدون، ولا فى زفير، لأنا نقول لا يصح أن نجعل الخطاب لهم خاصة فى قوله:أنتم لها واردون } [الأنبياء: 98] مع إثبات الورود لها أيضاً فى قوله:لو كان هؤلاء } [الأنبياء: 99] الخ الواضح فى شمول أنتم لها.

{ ومنهم فِيها } متعلق بقوله: { لا يسْمَعُونَ } ولا صدر للا هذه، وقدم للفاصلة وعدم السمع لصممهم كقوله تعالى:ونحشرهم يوم القيامة } [الإسراء: 97] الىوصما } [الإسراء: 97] وهم على الصمم إلا نادراً، ونهاية عذاب أهل النار أن لا يرى بعض بعضاً، ولا يسمعه، ويجعل فى تابوت من حديد جوف تابوت آخر، ولا يرى أن أحداً يعذب معه فى النار، ذكر ابن مسعود ذلك، وقرأ هذه الآية، وقيل: لا يسمع بعض زفير بعض لشدة الهول، وقيل لشدة الزفير، وقيل لا يسمعون ما يسرهم، ولا دليل فى الآية لهذا.