الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ }

{ ومَنْ يأتِهِ } بذلك { مُؤمناً } بها وبما قال رسله { قَد عمل الصَّالحات } الأعمال الصالحات، ولم يصر على معصية، ومن أصر دخل فى مجرماً الجملة حال ثانية { فأولئك } الجمع مراعاة لمعنى من، والافراد في التسعة قبله للفظ من، وإشارة البعد لعلو الدرجة { لَهُمْ } لإيمانهم وعملهم { الدرجات } المنازل فى الجنة، مع مراتب الشرف ولا يفسر بمراتب الشرف، لأن جنات عدن ليست معنى بل ذاتا { العلا * جنَّات عَدْنٍ } بدل أو بيان ولو نكرة، والعدن الإقامة وإن كان علما لموضع فجنات عدن معرفة.

{ تَجْرى من تَحْتها الأنْهارُ } حال من جنات عَدْن إن كان معرفة، ونعت أو حال إن كان نكرة { خالدين فيها } حال من هاء لهم مقدرة { وذلكَ } أى ما ذكر من ثبوت الجنات المذكورة { جزاء مَن تَزكَّى } تطهر من الشرك والمعاصي، ومن وحد الله مما مصراً على معصية، فهو مجرم وغير متركٍ، ومعنى قول ابن عباس تزكى قال: لا إله الا الله أنه تبع ما يقتضيه التوحيد من الأعمال والتروك، كما يدل سائر أحاديثه الدالة على عقاب الموحد الفاسق، وإلا دخل الجنة، وكان متزكيا، ولو آمن بالله دون نبيه لأنه لم يتلفظ ابن عباس في هذا الحديث بنبى، وان قيل لا اله الا الله علم على ذكر النبى، والإيمان به قلنا: لا اله الا الله علم أيضا على ذلك، والأعمال والتروك، وفى الآية اطلاق مؤمن على مطلق الموحد، مثل: فتحرير رقبة مؤمنة، وكما يستعل فى الكلام كثيرا مع أن حقيقته فى الموفى، فيكون قد عمل الصالحات قيدا، وإن حملناه على هذه الحقيقة، فقد عمل الصالحات حال مؤكد، وقيل قوله: { إنه من يأت } الى: { تزكى } كلام من الله عز وجل، والاولى أنه من كلام السحر.