الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ }

{ قال } بعد لبث موسى وهارون بباب حينا، وحين ذهابهما إليه، مرا بأسود فى غيضة له، فعوت كالثعالب خضوعاً، وفرعون يراه من عال فقرع الباب بعصاه، وعليه جبة صوف، وسراويل فقال له البواب: هل تعرف باب من تقرع؟ هو باب سيدك، قال: أنت وأنا وفرعون عبيد لربى فأنا ناصره، فأخبر كل حاجب حاجبا، وكانوا سبعين، كل تحت يده جند عظيم، ولما أمره بالتوحيد وتم الكلام قال: خذوه، فألقى العصا، فصارت ثعباناً، فهرب ودخل البيت، وقال: اجعل بيننا أجلا؟ فقال: لم يأمرنى ربى بذلك، فإن لم تؤمن دخلت عليك البيت، فأوحى الله إليه أن يقبل أجل فرعون، فطلب فرعون أن يعين يوماً، وتخلى فى ذلك اليوم أربعين مرة لإسهال بطنه، وقد كان يتخلى مرة فى أربعين يوماً، وكيف يكون هذا؟ فقيل: إنه يأكل الموز، وفضلته قليلة، قلنا: لا لذة له فى الدنيا إن اقتصر عليه، ومن يعد عليه الأربعين، ويخبر بها، ولعله عدت عليه آسية، وقد شاورها فقالت: لا ينبغى لعاقل أن يترك ما أمرك به، وشاور هامان فقال: بينا أنت رب صرت مربوبا فأخذ بكلامه فاستمر على كفره.

{ فمن ربُّكما يا موسى } لم يذكر هارون لأنه تبع لموسى، والفاء فى جواب شرط تقديره: إذا كنتما رسولين فمن ربكما، فإن الرسول لا يكون إلا عن رب.