الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } * { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ } * { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ }

{ اذْهَبَا إلى فرعون إنه طغى* فقولاً له قولا ليناً لعله يتذكر أو يخشى } وقيل لا تغليب، بل حضرا معاً بأن أوحى الى هارون بمصر أن يتلقى موسى عليهما السلام، أو ألهم تلقيه، أوسمع بإقباله فتلقاه فى الطور أو دونه مما يلى مصر، أو تلقاه عل مرحلة، أو اجتمعا بمصر، وكرر الأمر بالذهاب تأكيداً، وزاد فى الثانى أن الذهاب الى فرعون للبيان، أو الأول ذهاب الى من يؤمر وينهى عموما، والثانى الى فرعون أو الأول لم يبلغ هارون ولما اجتمعا أبلغه بخطاب مجدد، وفيه أنه بقى قوله:ولا تنيا } [طه: 42] فمن قبل أو بعد، فأشكل الأمر، ويبعد ما قيل إن الأول على الانفراد فى الذهاب، والثانى على الاجتماع نصاً أو احتمالاً، وفيه أن الأول ظاهر فى الانفرد، والثانى لا نص فيه على الاجتماع والاحتمال فى مثل هذا، غير توجيه، فقد يكون ذلك كله قبل الاجتماع، وقد يكون بعده إلا الأول، فقبله لا بعده.

والقول اللين شأن الدعاء الى الحق ليذعن إليه، ولا سيما الطغاة والقول اللين:إنَّا رسولا ربك } [طه: 47] وهل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى } [النازعات: 18 - 19] وهذا فى صورة العرض يقولان ذلك بلا انتهار ولا مواجهة بسوء، وهذا هو الصحيح، وعن على وابن عباس وسفيان الثورى: القول اللين الكنية قبل الدعاء، أو فى خلاله، وبقول الثلاثة هؤلاء يستدل على جواز تكنية المشرك، ويناسبه لفظ أبى لهب فى قول، ولفرعون أربع كنى: أبو الوليد، وأبو مصعب، وأبو العباس، وأبو مرة، أو القول اللين: إن آمنت بقيت شابا ملكا لذيذ المطعم والمشرب والمنكح، الى الموت أو إن لك رباً ومعاداً الى جنة إن آمنت، وكاد يؤمن، وأعجبه ذلك، وانتظر هامان وكان غائبا، ولا يقطع أمراً دونه، فقال له: كنت أظن أن لك عقلا ورأيا أنت رب تزيد أن تكون مربوبا، وأنت تُعبَد تريد أن تَعبُد، فقال صواب ما قلت، فغليه على عقله.

وقيل: لم يعين ما يقولان، ويبعد أن القول اللين لا إله إلا الله ووجه لينه خفته على اللسان، والتذكر التأمل الموصل الى الإذعان للحق، والخشية أن يخشى أن يكون الأمر كما تقولان فيتبعكما لئلا يهلك أو يبطش به، أو التذكر أن يتذكر أنه احتبس النيل، فأبعد فى شاطئه، وخر ساجداً وقال: يا رب أسر النيل ولا تخجلنى، أو أجب لى فى الدعاء وعافنى فى الآخرة، فتبع الماء حافر فرسه، وأو لمنع الخلو، ولعل للترجية لا للترجى، أمرهما الله أن يباشرا الأمر برجاء وطمع أن لا يخيب سعيهما، والترجية بلعل إنشاء، فلا تكون مع ما بعدها حالا كما توهم، وقيل للاستفهام وهو إنشاء، فلا يكون جملته حالا.

السابقالتالي
2 3