الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَفْقَهُواْ قَوْلِي }

لزوال اللكنة، لأن بقاءها يمنع من أن يسمى فصيحاً، وقد سمى به إذ قال:أفصح منى } [القصص: 34] وهو فصيح، إلا أن أخاه أفصح منه، ويحتمل أن يكون معنى يبين يأتى بحجة، وعلى كل حال نقول: ثقل اللسان لا يخفف قدر الإنسان:
لسان فصيح معرب فى كلامه   فياليته فى موقف الحشر يَسلَم
وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى   وما ضر ذا التقوى لسان معجَّم
وعلى أنه طلب إزالة بعض فقط، لم ير فى إزالة الكل كثير فضل، واختار بقاء بعض ما قضى الله من الرنة رضى به، فهو باق على الرضا بالقضاء، ولولا الداعى الى زوال البعض لم يسأله، مع أن الفصاحة المذكورة فى المعانى لا تخل بها اللكنة، وفسر بعضهم اللسان بالقوة النطقية القائمة بالجارحة، وليس كذلك، بل آلة النطق، وفسر بعضهم الفقه مطلقاً بالتوصل الى علم غائب بعلم شاهد، فهو أخص من العلم، وليس كذلك، بل المراد الفهم مطلقا.