الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي }

رتَّة خلقها الله فى لسانه بلا توسط، وقيل بجعله جمرة فى لسانه إذ أخذ خصلة من لحية فرعون لما فيها من الجواهر، أو لطمه أو ضربه بقضيب على رأسه، أو أخذ خصلة منها، وضربه فتطير فدعا بقتله، فقالت آسية أنه صبى لا يفرق بين الجمر والياقوت، وكانت تحبه فأحضرا فأخذ الجمرة ووضعها على لسانه بعد ان مديده الى الياقوت فردها جبريل الى الجمرة، ولا تأثير لشىء إلا بالله، خلق الله تأثيرها فى لسانه دون يده، فى ذلك حكمة أنها آلة لإهلاك فرعون، ولعلها بيضت خصوصا لهذا أيضا، قيل وأثرت فى لسانه لقوله بفرعون أبى كما يقول الطفل لأبيه، وهذا خطأ لا يصح.

وقيل احترقت يده أيضا، وعالجها فرعون، ولم تبرأ لئلا يدخلها مع فرعون فى قصعة واحدة، ولما دعاه قال: الى من تدعونى؟ قال: الى الذى أبرأ يدى. وقد عجزت عنها، ومع إحراقها على هذا لم يلقها فى الأرض بل فى لسانه بإرادة الله أو قضى الله أن لا يحس يده بالإحراق البتة، أو حتى تحرق لسانه، وقيل حدثت العقدة بعد المناجاة لهول المناجاة، وفيه بعد وشبه إزالة الرتة من لسانه، بحل عقدة عقدت فى خيط أو نحوه واشتق منه احلل على طريق التبعية التمثيلية، لأن ذلك مركب من الحل بمعنى الإزالة، ومن العقدة بمعنى الرتة، تجوزاً فيها، ثم المراد إما طلب حل العقدة كلها ونكرها لعظمها تضرعا الى الله عز وجل، وإما طلب حل بعضها، وهو قول الجبائى أى عقدة من عقد لسانى، وهى التى تضع الإبهام، ولو بقى أصلها، ولذلك لم يقل واحلل عقدة لسانى، ولا ينافيه قدأوتيت سؤلك يا موسى } [طه: 36] فإنه يجوز كون سؤله إزالة بعضها، ألا ترى قوله:هو أفصح منى } [القصص: 34] وقول فرعون:ولا يكاد يبين } [الزخرف: 52].

وأنه كان فى لسان الحسن بن على حبسة، فقال صلى الله عليه وسلم: " ورثها من عمه موسى عليه السلام " واحتمال أن هذا والآيتين قبل الدعاء بزوالها كلها يحتاج الى دليل.