الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ }

{ قال } الله { كَذلك أتَتْك آياتنا فَنَسيتَها } الإشارة الى الحشر له أعمى، أى فعلت مثل ذلك الحشر، وهو أنك تركت آياتنا فنسيتها، وكنت فى سن الشباب أتأول مثل هذا التشبيه خروجاً عن تشبيه الشىء بنفسه، بأن نفس وقوع الشىء مثلا غير وصفه، فإنَّ ارتسامه فى نفس السامع لا بد أنه غيره، فنقول هنا مثل ذلك الإتيان البديع، أتتك آياتنا، ويجوز الحكم بإقحام الكاف، أى أتتك آياتنا ذلك الإتيان، وقس على ذلك مثله فى القرآن وإذا وجدت مشبهاً به، فاعمل عليه بلا إشكال، ولا حاجة الى التأويل والنسيان الترك شبه الترك بالنسيان، فى شدة الإعراض، فإن الناسى أشد إعراضاً عن الشىء، ممن لم ينس والمشبه، والمشبه به موجودان فى قوله تعالى:

{ وكَذلك اليَوْم تُنْسى } تترك عن الخير الى الشرك كما تركت آيتانا، فأنت باق على العمى لا تبصر الا لتشاهد امرأ فظيعاً أشد من العمى، وعن عكرمة لا يرى شيئاً إلا النار، أى بعد دخولها، ونسيان القرآن غير كبيرة، وهو زواله عن الحافظة، وإنما الكبيرة ترك العمل به، ويحمل ما رد فى عقاب ناسيه على تارك العمل به، أو على من تهاون به تهاوناً حتى نسيه، فهناك كبيرتان: كبيرة التهاون، وكبيرة نسيانه.