الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }

{ فتعالى } تعاظم عن أن يشرك به، أو يعصى او يكون ما انزل غير متسبب للتقاء والذكر، وإنما خالفوا عناداً { المَلكُ } للوَعْد والوّعيد، والأمر والنهى، فى مصالح الدنيا والدين { الحق } الثابت القائم بنفسه، صفة ثانية أو صفة للملك، أى الحق فى ملكيته، وهو خلاف الباطل، فما فى القرآن لا يحوم حوله باطل.

{ ولا تَعْجَل بالقُرْآنِ مِنْ قَبْل أن يُقْضى إليْك وَحيْه }. عطف إنشاء على إخبار هو قوله:وكذلك أنزلناه قُراناً عربياً } [طه: 113] الى " ذكراً " أو على إنشاء هو قوله: " فتعالى الله الملك الحق " لأنه تعجيب، كأنه قيل نبهتك على عظمة جلالى ولائق بك أن لا تقصر فيها بالعجلة بكلامى، وكان صلى الله عليه وسلم يتبع جبريل حرفاً حرفاً أو كلمة كلمة، خوف أن يفوته، فنزل:لا تحرك به لسانك لتعجل به إنَّ علينا جَمْعه وقُرآنه } [القيامة: 16 - 17] الآية نهياً له عن أن يفوته بالتلفظ سماع ما بعد ما تلفظ به، ولا يصح ما قيل: إن ذلك نهى عن تبليغ المجمل قبل نزول بيانه، وما قيل: من أنه نهى عن كتابته قبل أن يفسر له مالم يفهمه، لأن العجلة تبليغ المجمل، والكتابة قبل التفسير طاعة مأمور بها، فاعل هو بها.

وأيضا كيف يكتبه كاتب قبل التبليغ، وقيل: نهى عن الحكم فيما من شأنه ان ينزل فيه قرآن فيؤخر، لعله ينزل فيه شىء، كما روى أنه لطم رجل زوجه فحكم لها بالقصاص، فنزل إبطالا لحكمه قوله عز وجل:الرجال قوَّامُون } [النساء: 34] الخ أو نزل قوله عز وجل: " ولا تعجل " فترك حكمه باللطم حتى نزل:الرجال قوَّامُون } [النساء: 34] وقيل: ضرب له أهل مكة وأسقف نجران من النصارى أجلا ثلاثة أيام، ومضت، وفشا أنه عجز فطلب نزول القرآن فى ذلك، فنزل: { ولا تعجل بالقرآن من قَبْل أن يُقْضى } أى يوفى { إليك وحيه }.

{ وقُل ربِّ } يا ربى { زِدْنى عِلماً } فى الدين، وكل ما احتاج إليه، أو فى القرآن فإن تحت كل حرف أو كلمة أسراراً فكان صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علماً والحمد الله على كل حال " وكان يقول: " اللهم زدنى إيماناً وفقهاً ويقيناً وعلماً ".